في ظل التحديات البيئية والاقتصادية المتزايدة، أصبحت الاستدامة في قطاع العقارات ضرورية، حيث يساهم هذا التوجه في تقليل التأثير البيئي للمباني، وخفض استهلاك الموارد الطبيعية، وتحسين جودة الحياة. من خلال تبني ممارسات البناء الأخضر والتقنيات الموفرة للطاقة. في هذا المقال سنتحدث عن أهمية الاستدامة في سوق العقارات.
ما هي الاستدامة في المباني؟
تُعرف الاستدامة بشكل عام هو تلبية احتياجات الحاضر دون الإضرار بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. ومن هذا المنطلق يمكننا تعريف الاستدامة في العقارات والمباني بأنها تبنّي ممارسات بيئية مسؤولة خلال التطوير العقاري و دورة حياة المبنى، بدءًا من التصميم والبناء، حتى التشغيل، وصولًا إلى التجديد أو الهدم. ومن أبرز تلك الممارسات:
- ترشيد استهلاك الطاقة: ويتم ذلك عن طريق تقليل استهلاك الطاقة وذلك من خلال بعض التقنيات مثل العزل الحراري واستخدام أنظمة إضاءة موفرة.
- إدارة النفايات: يتم تقليل النفايات من خلال إعادة التدوير واستخدام المواد المعاد تدويرها.
- مواد بناء صديقة للبيئة: حيث يتم اختيار مواد بناء طبيعية ومتجددة تجنب المواد الضارة.
- إدارة الموارد المائية: وذلك من خلال ترشيد استهلاك المياه من خلال تطبيق أنظمة ري ذكية، واستخدام أجهزة صرف موفرة، وتجميع مياه الأمطار لتقليل الهدر.
- تصميم متكيف مع المناخ: إنشاء مبانٍ تتأقلم مع الظروف المناخية المحلية لتقليل الحاجة للتبريد أو التدفئة.
- بناء مجتمعات مستدامة: تصميم أحياء ممهدة تساعد على المشي وركوب الدراجات، مع توفير الخدمات الأساسية بالقرب من السكان.
تساهم الاستدامة في توفير الموارد ودعم البيئة وتعزيز كفاءة الموارد الطبيعية مما يخلق توازنًا بين الحاضر والمستقبل.
ما هي أهمية الاستدامة في إدارة العقار؟
مع التطور الذي يشهده سوق العقارات في المملكة العربية السعودية ورؤية 2030 أصبحت الاستدامة جزءًا مهمًا لبناء مستقبل بين التنمية والحفاظ على البيئة ومن أهم فوائدها في سوق العقارات:
-
تقليل استهلاك الموارد: تساعد الاستدامة في الحد من استهلاك الطاقة والمياه من خلال تبنّي تقنيات متقدمة مثل أنظمة العزل الحراري، و الإضاءة الموفرة للطاقة، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة، ما يقلل الضغط على الموارد الطبيعية.
-
خفض التكاليف التشغيلية: يؤدي اعتماد ممارسات الاستدامة في المباني إلى تقليل تكاليف التشغيل والصيانة على المدى الطويل، بفضل تحسين كفاءة استهلاك الطاقة والمياه واستخدام مواد بناء متينة تدوم لفترات أطول.
-
تحسين جودة الحياة: توفر العقارات المستدامة بيئة صحية ومريحة من خلال تحسين جودة الهواء الداخلي، وتقليل الانبعاثات الضارة، وتصميم مساحات تركز على راحة السكان، مثل توفير الإضاءة الطبيعية والتهوية الجيدة.
- زيادة القيمة الاستثمارية: ترتفع قيمة المباني والعقارات المستدامة بسبب زيادة الطلب عليها من المستثمرين بعد انتشار الوعي بأهمية الممارسات البيئية. لذا أصبحت العقارات المستدامة أكثر جاذبية في السوق العقاري.
-
مواكبة التشريعات البيئية: تساعد الاستدامة في الامتثال للقوانين واللوائح البيئية المتزايدة، ما يقلل من المخاطر القانونية ويساهم في تعزيز سمعة الشركات العقارية.
- تحسين السوق العقاري: تشجع الاستدامة على تطوير مشاريع عقارية مسؤولة تراعي البيئة والمجتمع، ما يسهم في بناء سوق أكثر توازنًا واستدامة قادر على التكيف مع التحديات البيئية والاقتصادية المستقبلية.
يساهم الاهتمام بالاستدامة في جعل العقارات أكثر راحة وأقل تكلفة، مع الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة. حيث يمكن بناء مستقبل أفضل توازن بين احتياجات الناس وحماية الطبيعة.
ما الذي يعيق تحقيق الاستدامة؟
على الرغم من الاتجاه نحو الاستدامة وأهميتها في سوق العقارات إلا أنها تواجه بعض التحديات من أبرزها:
- التكلفة العالية: تقنيات البناء المستدام تكون أكثر تكلفة مما يمثل تحديًا للمطورين والمستثمرين العقاريين.
- القوانين التشريعية: تتغير القوانين والمتطلبات البيئية والاجتماعية بشكل متكرر مما قد يزيد الأمر صعوبة لذا يجب المتابعة باستمرار للالتزام بجميع التحديثات القانونية.
- التحول الثقافي: يتطلب الانتقال نحو البناء المستدام وأساليب إدارة العقارات الأكثر وعيًا بالبيئة تغييرًا في السلوكيات والثقافة العمرانية التقليدية، وهو ما يمثل صعوبة في التغيير بعد الاعتياد على النظم القديمة.
- العائد الاستثماري طويل الأمد: تحقق المشاريع المستدامة وقتًا أطول حتى تحقق عائد مالي لذا فهو لا يحقق رغبات وتطلعات المستثمرين الراغبين في أرباح سريعة.
- التوازن بين البيئة والاقتصاد: يمثل تحقيق التوازن بين الحفاظ على البيئة وضمان الأرباح تحديًا كبيرًا، حيث يتطلب اتخاذ قرارات حكيمة أثناء التطوير العقاري لدعم الاستدامة مع الحفاظ على العام الاقتصادي.
وختامًا، تعد الاستدامة هي ممارسات تساهم في خلق بيئة أفضل وتحسين جودة الحياة مع الحفاظ على الموارد لضمان حق الأجيال القادمة. ورغم التحديات التي تواجهها الاستدامة في العقارات إلى أنها أصبحت أولوية ساهمت بشكل كبير في دعم سوق العقارات، تقليل استهلاك الموارد، خفض التكاليف التشغيلية مع حماية البيئة لتحقيق التوازن المطلوب بين بيئة عمرانية متطورة ومستدامة للأجيال القادمة.