تأثير التطور التكنولوجي في التطوير العقاري: رحلة نحو مستقبل ذكي

  • سنة واحدة ago
  • 0
التطور التكنولوجي في التطوير العقاري

القطاع العقاري لطالما ارتبط بالطوب والأسمنت والمواد الخام، يشهد تحولًا جذريًا بفضل التطور التكنولوجي وتدخله فيه. في هذا المقال سنخوض في تفاصيل التكنولوجيا العقارية وأحدث التقنيات التي يمكن استغلالها لتغيير خطط التطوير العقاري، ونبني مستقبلًا ذكيًا ومستدامًا للعقارات بكافة أنواعها.

ما هو التطوير العقاري؟

يُعرّف تطوير العقارات بأنه عملية استغلال قطعة أرض بهدف إنشاء وحدات سكنية أو تجارية أو صناعية أو زراعية أو مؤسسية أو ترفيهية، أو مزيج من هذه الاستخدامات.تشمل مشاريع القطاع العقاري، على سبيل المثال لا الحصر:

  • المنتجعات السياحية
  • مشاريع استصلاح الأراضي
  • مشاريع البناء والإسكان
  • العقارات التجارية والإدارية

ما المقصود بتكنولوجيا العقارات (PropTech)؟

مصطلح PropTech هو اختصار لعبارة “Property Technology”، وتعني توظيف التكنولوجيا في قطاع العقارات. يهدف هذا المجال سريع النمو إلى إحداث ثورة في كيفية شراء العقارات، تأجيرها، بيعها، وإدارتها.

يُعاني قطاع العقارات من عدة تحديات تؤدي إلى صعوبة تطويره، ولكن لحُسن الحظ فإن الحلول التقنية المتاحة يوم تساهم في تحسين إدارة العقارات والتحكم في هذه التحديات من خلال الآتي:

  • توفير أنظمة أتمتة للمباني تتحكم باستهلاك الطاقة وتقلل من تكاليف التشغيل
  • توفر منصات رقمية لتداول العقارات بالبيع والشراء مثل شركة مكان المستقبل مما يوفر الوقت والجهد ويساهم في تنشيط حركة السوق العقاري
  • الاستفادة من البيانات الضخمة لتحسين عملية صنع القرار، وتحديد الفرص الاستثمارية المجزية

أحدث التقنيات المبتكرة في قطاع العقارات

من ثورة BIM إلى الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR): لم تعد رسومات التصميم ثنائية الأبعاد هي المعيار الوحيد للمشروع العقاري. حل محلها برامج BIM تنشئ نموذج ذكي ثلاثي الأبعاد للمبنى، يتضمن تفاصيل دقيقة عن كل عنصر، من الإطارات إلى أنظمة السباكة. وهذا يسمح باكتشاف التضاربات في التصميم قبل البناء الفعلي، ما يوفر الوقت والتكلفة.

كيف تحسن تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز تجربة شراء العقارات؟

تُعدّ تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) من أحدث الابتكارات التي تُحدث ثورة في تجربة شراء العقارات. حيث تمكن العميل من عمل جولة افتراضية قبل البناء والتشييد مما يتيح له مشاهدة توزيع الغرف وفهم المساحات بشكل مناسب وتصور كيفية استخدامها، والحصول على تجربة تفاعلية داخل المبنى والتنقل فيه، ورؤية التفاصيل الدقيقة للتشطيبات مثل الأثاث والإضاءة وتكوين صور واقعية عن العقار.

كما يمكن من خلال تقنية الواقع المعزز استخدام هاتفك أو جهازك اللوحي لرؤية شقتك المستقبلية على أرض الواقع، حتى وإن كان المشروع العقاري وهو قيد الإنشاء. مما يتيح لك تحديد الأثاث و وضعه في المساحات المناسبة فعليًا. تغيير التصميم واختيار ألوان الطلاء على ذوقك. والاستمتاع بتجربة واقعية لمنزلك.

لهذا تمثل تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز أداة قوية لكل من شركات التطوير العقاري والمهتمين بالشراء حيث توفر طرق تواصل أكثر فعالية وتحسن من الأسئلة التي يمكن للعميل طرحها قبل الشراء بالتالي اتخاذ قرار شراء بشكل مدروس.

التصنيع خارج الموقع والطباعة ثلاثية الأبعاد:

باستخدام تقنيات البناء المعيارية والطباعة ثلاثية الأبعاد، بات من الممكن تصنيع أجزاء من المبنى خارج الموقع في بيئة مضبوطة، بعيدًا عن فوضى مواقع البناء التقليدية. وهذا يوفر الوقت والجهد ويقلل من الهدر في مواد البناء، بل ويساهم في الحفاظ على البيئة المحيطة بالمشروع

الإدارة الذكية للمباني:

بالتحكم في الإضاءة، والتدفئة، وتكييف الهواء. يعمل ذلك من خلال شبكة من المستشعرات المتصلة بالإنترنت، تجمع البيانات حول البيئة الداخلية للمبنى، وترسلها إلى نظام مركزي يتخذ إجراءات استنادًا إليها، مثلاً، يمكن للمستشعرات إيقاف تشغيل الأنوار تلقائيًا عند مغادرة الغرفة، أو ضبط درجة حرارة المكيف بناءً على عدد الأشخاص الموجودين.

استدامة على كافة الأصعدة:

لم يعد مفهوم الاستدامة مجرد ترفًا بيئيًا. بل هو توجه رئيسي يدعمه التقدم التكنولوجي. على سبيل المثال، يمكن دمج الألواح الشمسية أو توربينات الرياح في تصميم المبنى للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

كما تتوفر الآن مواد بناء صديقة للبيئة، مثل مواد معاد تدويرها أو الخشب من مصادر مستدامة. وهذا يقلل من البصمة البيئية للمشروع العقاري بأكمله، بدءًا من عملية البناء وحتى الاستخدام اليومي.

منصات إدارة العقارات الذكية:

تخيل إدارة مجمع سكني كامل من لوحة تحكم واحدة! توفر منصات إدارة العقارات الذكية للمطورين والشركات واجهة سهلة لإدارة المرافق، وتتبع صيانتها، وجدولة الإيجارات، والتواصل مع السكان بكفاءة عالية. وهذا يوفر الوقت والجهد والمال، ويعزز من رضا العملاء وثقتهم في السوق العقاري.

الذكاء الاصطناعي (AI) في خدمة العقارات:

كوسيلة تكنولوجية عقارية، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات استهلاك الطاقة وسلوك السكان في المباني، وتقديم توصيات لتحسين كفاءة تشغيلها، مثلاً، يمكنه اقتراح تعديلات على جداول تشغيل أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، أو توفير تقديرات أفضل للإيجارات بناءً على تحليل السوق.

ختامًا، تُمهد تكنولوجيا العقارات PropTech الطريق لعصر جديد، حيث يتحقق الذكاء والابتكار والكفاءة. بتبني هذه التقنيات، يمكن لشركات التطوير العقاري تحقيق نتائج متميزة، وتوفير تجارب مميزة للعملاء، وبناء مستقبل أكثر ازدهارًا.

اشترك في النقاش

Compare listings

قارن